كم مرة قلت لنفسك “سأفعلها غدًا”؟ كم مرة علمت تمامًا ما يجب عليك فعله، لكنك اخترت تأجيله؟ نُقنع أنفسنا أننا نحتاج مزيدًا من الوقت، أو أن اللحظة غير مناسبة… لكن الحقيقة أعمق من مجرد كسل.
التأجيل ليس دائمًا بسبب عدم الرغبة، بل أحيانًا بسبب الخوف. نخاف من الفشل، أو من النتائج، أو من مواجهة التغيير. فنؤجّل لنرتاح مؤقتًا من هذا القلق، حتى وإن كان ذلك يُراكم الضغط.
أحيانًا نؤجّل لأننا نريد “الكمال”. لا نبدأ شيئًا إلا إذا كنا متأكدين أنه سيكون مثاليًا. وهكذا نعلّق مشاريعنا، أحلامنا، وحتى قراراتنا اليومية، في انتظار اللحظة المثالية… التي نادرًا ما تأتي.
وأحيانًا يكون التأجيل وسيلة للهروب من المسؤولية، لأن البدء يعني أننا التزمنا، وأننا نحتاج المواصلة. وهنا يبدو التأجيل أكثر راحة من الالتزام.
لكن الواقع أن كل مرة نؤجّل، نُضيف عبئًا نفسيًا جديدًا. نشعر بالذنب، نُرهق عقولنا بالتفكير في الشيء المؤجّل، ونفقد الثقة في أنفسنا.
الحل؟ أن نبدأ بخطوة صغيرة. لا تنتظر الشعور بالحماس أو الكمال. ابدأ، فقط ابدأ. فالبداية تُقلّل الخوف، وتفتح الباب للإنجاز، حتى لو كان بسيطًا.
التأجيل يُريحك مؤقتًا، لكنه يُثقلك دائمًا. بينما الفعل، حتى وإن كان صعبًا، يُحرّرك.